أكدت السيدة آمنة بوعياش أن وسائل الإعلام يمكن أن تلعب دورا حاسما في سياقات النزاعات المسلحة والتحديات البيئية أو تغير المناخ، وذلك من خلال العمل على نشر معلومات موضوعية ودقيقة لمواجهة الأخبار الزائفة، والعمل إلى جانب المؤسسات الحقوقية سواء برصد قضايا انعدام الأمن الغذائي التي تتفاقم بسبب النزاعات المسلحة والتغيرات البيئية وكذا نشر قصص واقعية عن أثرها على الأفراد واستدامة الحقوق.
وأبرزت رئيسة المجلس في افتتاح دورة تكوينية إقليمية حول موضوع "دور الإعلام في تعزيز التمتع بالحق في الغذاء الكافي: في ظل النزاعات المسلحة وتغير البيئة والمناخ"، صباح يومه الثلاثاء 9 يوليوز بالرباط، أن "موضوع هذه الدورة ذو راهنية، في ظل سياق يتميز باشتداد النزاعات المسلحة حول العالم..."، مشيرة إلى التأثير الخطير للتغيرات المناخية على الإنسان والطبيعة والتي تؤدي إلى حرمان ملايين البشر من التمتع بالحق في الغذاء الكافي. مضيفة أن هذه العوامل "تسائلنا كفاعلين في مجال حقوق الانسان وتدعونا إلى تعميق التفكير والتداول لإيجاد صيغ تمكننا من العمل الجماعي للدفاع عن حق جميع الأشخاص في الغداء والترافع عنها، خاصة وأن هذا الحق يكتسي طابعا عرضانيا وأفقيا، على اعتبار أنه يتقاطع مع حقوق أخرى أساسية، لعل أبرزها الحق في بيئة سليمة والحماية من التغيرات المناخية والحق في الماء والحق في الصحة".
ولم يفت السيدة بوعياش التذكير بكون الحق في الغذاء يحظى بمكانة هامة في سلم أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف (2) الذي ينص على القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، مشيرة إلى أن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان تولي أولوية لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال مجموعة من المبادرات والتقارير، وخاصة في ظل أزمة كوفيد، التي أظهرت الأهمية الكبرى التي يكتسيها القطاع الفلاحي والصناعة الغذائية في الحفاظ على الأمن الغذائي في فترات الأزمات، حيث أوصى المجلس بتطوير مجالات الاستثمار بما يضمن حماية الحق في الغذاء وتعزيزه؛ واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المستهلك من كل الممارسات غير القانونية التي قد تمس الحق في الغذاء الكافي والميسر وذي الجودة وكذلك مقترحاته لتوسيع مصادر الماء وإعادة النظر في تدبير المخزون المائي.
وجدير بالذكر أن هذه الدورة التكوينية المنعقدة بالرباط أيام 9 و10 و11 يوليوز، تنظمها الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر ومركز الشروق للإعلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ومركز الجزيرة للحُريات العامة وحقوق الإنسان ثم مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية.
وتهدف الدورة إلى تعزيز معارف الصحفيين في مجال الحق في الغذاء الكافي خاصة وبالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتطوير مهاراتهم لإدماجها في التغطيات الصحفية، وكذا ترسيخ الاعتراف بالحق في الغذاء باعتباره حقّا أساسيّا من حقوق الإنسان. كما تهدف إلى التعريف بمفهوم الحق في الغذاء وشرح المبادئ والمعايير والمؤشرات والتعليقات العامة التي تشرح إعماله وحمايته والمساهمة في رفع الوعي العام بطبيعة الالتزامات الواجبة على الدول لتنفيذ الحق في الغذاء الكافي.