
في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، أبريل 2025، شهد فضاء الطفل برواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان مشاركة متميزة لأطفال جهة مراكش آسفي. وتميزت العروض المقدمة بكونها أكثر من مجرد فقرات فنية، بل رسائل عميقة تحمل وعيا مبكرا بحقوق الإنسان وتعبيرا حرا عن الذات.
انطلق البرنامج بوصلة غنائية جماعية تحتفي بعالم الطفولة، قدمها التلاميذ بإحساس عال وروح منسجمة، عكست طاقة جماعية نابضة بالأمل.
تلتها فقرة خطابية باللغة الإنجليزية ألقتها تلميذة تناولت موضوع حقوق الإنسان من زاوية الطفولة. بلغة متقنة وأفكار واضحة، أبرزت قدرة الطفل على استخدام أدوات التواصل للدفاع عن قيم الكرامة والعدالة.
وتميزت مشاركة أطفال وطفلات جهة مراكش-أسفي أيضا بعرض فقرات غنائية متميزة بتنوعها في اللغة والرسالة، حيث قدموا أغنية حملت عنوان "الطفولة" وأخرى بعنوان "بلادي" باللغتين، العربية والأمازيغية، قبل أن تُختتم مشاركتهم بأغنية بعنوان "وطن الأحرار" باللغة الأمازيغية.
فقرات موسيقية لم تكن مجرد فقرات ترفيهية، بل وسائط تعبيرية حملت قيما قوية عن حب الوطن والانتماء والحرية، وجسدت الوحدة الوطنية والتعدد الثقافي للجهة.
وشهد البرنامج أيضا عرضا مسرحيا من تأليف وتنفيذ الأطفال أنفسهم، يروي قصة مستوحاة من واقعهم اليومي، مليئة بالأسئلة والرسائل التي تمس قضايا التعليم والكرامة والعدالة الاجتماعية. حيث أبرز الإخراج طاقاتهم التمثيلية والإبداعية.
في فقرة سردية بعنوان "قصة ملهمة"، قدم الأطفال نصوصا خطابية قصيرة تحاكي واقع الطفولة من زوايا مختلفة. قصص مؤثرة، مليئة بالدروس والمعاني، تؤكد أن الطفل قادر على نقل "رسائل كبيرة" بكلمات بسيطة.
مشاركة أطفال جهة مراكش آسفي في رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان كرست حقيقة مفادها أن الطفولة ليست "قاصر"، بل طاقة قادرة على التعبير والمساهمة، وعلى أن الفن يمكن أن يكون مدخلا أساسيا لترسيخ ثقافة الحقوق والمواطنة منذ الصغر.